الأخبار

المؤسسة الوطنية للنفط ، طرابلس، ممثلة فى مجلس إدارتها ومستخدميها وبصفتها الجهة المالكة لشركات الإنتاج والشركات المشغلة العاملة فى قطاع النفط  أو المساهمة فيها ، وباسم مجالس إدارة تلك الشركات وباسم جميع العاملين ، وانطلاقاً من المسؤوليات الملقاة على عاتقها وإدراكاً منها لحجم وجسامة تلك المسؤوليات ، لتستنكر وتدين بشدة الإعتداء الوحشى الغادر الذى استهدف ، خلال اليومين الماضيين ، منطقة الهلال النفطى وترتب عليه إضرام النار فى خزانى نفط فى رأس لانوف يقع أحدهما فى حظيرة خزانات تشغلها شركة الهروج ويقع الآخر فى حظيرة خزانات تشغلها شركة الواحة ؛ وتترحم فى ذات الوقت على أرواح أبناء هذا الوطن الذين كانوا ضحية لهذا الإعتداء الوحشى الغادر وتتمنى الشفاء العاجل لمن جرح منهم ، وتشيد بالجهود التى بذلها أبناء ليبيا سواء لدحر الهجوم الغادر أو لمكافحة الحرائق ………..

وتأكيداً من المؤسسة على مبدأ استقلاليتها وحيادها الذى ما فتئت ـــ ولا زالت ـــ تعبر عنه وتظهره مراراً وتكراراً، قولاً وعملاً ، وممارسةً منها لدورها فى الحفاظ على مقدرات الوطن وثرواته وإدراكاً منها لما يتعرض له الوطن من نزاعات وتجاذبات على مختلف الأصعدة وما جرته ـــ ولازالت تجره ـــ تلك النزاعات والتجاذبات من ويلات ومصائب تمثلت أساساً فى إضعاف قدراتنا الإنتاجية ……

وحرصاً و إصراراً من المؤسسة على وضع كل الجهات التى تدير الشأن السياسى والعسكرى لهذا الوطن وكذلك كل مؤسسات المجتمع المدنى أمام مسؤولياتها تجاه الله والوطن وتجاه كل مواطن ليبى  بسيط يريد العيش فى سلام وطمأنينة والتمتع بما أنعم الله على هذا الوطن من خير وثروات  ، مناشدة فى ذلك ضمير كل وطنى مخلص فى أيٍ من تلك الجهات أو المؤسسات أن يقوم بما يمليه عليه ضميره من أجل الحفاظ على ثرواتنا ومقدراتنا وأن يعمل على أن يقف الجميع صفاً واحداً متراصاً لدحر عصابات السطو المجرمة وتمكين هذه المؤسسة من الاستمرار فى ممارسة دورها والقيام بمهامها وواجباتها بحزم وفعالية …..

وإدراكا من المؤسسة للدور المنوط بشركائها الأجانب ولمصالحهم وحقوقهم التى تحكمها وتنظمها العقود والاتفاقيات المبرمة معهم فإن  هذه المؤسسة تؤكد مجدداً عزمها على القيام بمهامها والوفاء بالتزاماتها كشريك وحرصها وبذل ما فى وسعها على استمرارية علاقاتها التعاقدية مع شركائها الأجانب ، وتعلمهم بأنها قامت ، وبالتنسيق مع الشركات التابعة لها ، باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير والتحوطات التى يفرضها الموقف حفاظاً على سلامة الأرواح والمنشآْت

وفى الوقت الذى نناشد فيه كل الليبيين الشرفاء وخاصة من بأيديهم مقاليد أمور هذا الوطن أن يبذلوا كل ما فى وسعهم ويضحوا بكل غالٍ ورخيص ويقدموا ما يلزم من تنازلات من أجل الوصول بهذا الوطن ، حالاً وعاجلاً ، إلى بر الأمان ، لنتضرع إلى الله العلى القدير أن يحفظ  ليبيا ويرعاها من كيد الكائدين ويوفق أبناءها المخلصين لما فيه خيرها وطمأنينتها وأمنها.

طرابلس 6 يناير 2016